
الأستاذ أحمد سالم ولد بوحبيني
شاهدت اليوم الخروج الإعلامي لبيرام الداه اعبيد، بمناسبة نجاح الشاب يَرْگ في امتحان الباكالوريا، وهو الذي تم إنقاذه من العبودية سنة 2011. شاهدت كيف تم الاحتفال بهذا النجاح، وكيف استُغلّ سياسياً وإعلامياً.
أُحيّي الذين ساهموا في تحريره. تحرير إنسان من العبودية هو فعل عادل ونبيل، يشرّف من يقوم به.
لكن من الظلم — بل ومن القسوة — أن يتحول هذا التحرير إلى قيد جديد.
اليوم، حصل يَرْگ على شهادة الباكالوريا. لقد أصبح شابًا موريتانيًا متعلّمًا، مثل كثيرين غيره. هذا النجاح ملك له، ثمرة لذكائه وجهده.
لكن البعض اختار أن يجعل من هذا النجاح واجهة دعائية. أن يعيده مرة أخرى إلى قصة تحريره، أن يذكّره باستمرار بأنه لم يكن شيئًا، وأنهم هم من أنقذوه.
كأنما يُقال لطفلٍ وُجد متشرّدًا: «لا تنسَ أبدًا أنك كنت بلا اسم ولا مأوى».
أو لإنسان أُنقذ من القتل: «لا تنسَ أنك كنت ستُقتل لولا نحن».
لا تُبنى الحياة على إهانة الماضي وتكرارها. ولا يُحترم الإنسان حين يُختزل في ما عاناه.
يَرْگ ليس غنيمة، وليس قضية، وليس صورة تُعلّق على الجدران.
هو شاب يستحق أن يُنظر إليه لما يُصبح، لا لما كان عليه.
لا نُحرر الإنسان لكي نجعله راية نلوّح بها،
بل نحرره لكي يكون حرًا. حرًا حقًا
احمد سالم بوحبينى
07/07/2025