علاج واعد للصلع الوراثي باستخدام سكر طبيعي: ثورة جديدة في مجال نمو الشعر؟

رسالة الخطأ

Deprecated function: preg_match(): Passing null to parameter #2 ($subject) of type string is deprecated in rename_admin_paths_url_outbound_alter() (line 82 of /home/amicinf1/public_html/sites/all/modules/rename_admin_paths/rename_admin_paths.module).
ثلاثاء, 2025-07-15 08:40

الصلع الوراثي أو “الثعلبة الأندروجينية” يمثل مصدر قلق شائعًا يؤثر على ملايين الرجال والنساء حول العالم، ويبدأ غالبًا تدريجيًا، ما يجعل من الصعب إيقافه أو علاجه بشكل فعّال. ورغم توفر بعض العلاجات مثل المينوكسيديل والفيناسترايد، إلا أن فعاليتها محدودة، وقد ترتبط بآثار جانبية غير مرغوب فيها، خاصة مع الاستخدام الطويل.

اكتشاف جديد من قلب الجسم

في تطور علمي مبشر، توصل باحثون من جامعتي شيفيلد البريطانية وكومساتس الباكستانية إلى علاج جديد محتمل للصلع الوراثي، يعتمد على سكر طبيعي موجود داخل أجسامنا يُعرف باسم الديوكسيريبوز، وهو أحد مكونات الحمض النووي (DNA).

 

ad

البداية كانت من ملاحظة عرضية خلال دراسة تناولت التئام الجروح لدى الفئران، حيث لاحظ العلماء أن تطبيق سكر الديوكسيريبوز موضعيًا ساهم في تسريع نمو الشعر في المنطقة المحيطة بالجرح. هذا الاكتشاف حفّز الفريق على تعميق البحث في تأثير هذه المادة على بصيلات الشعر.

تجربة مخبرية ناجحة

في دراسة نُشرت في يونيو 2024 بدورية Frontiers in Pharmacology، أُجريت تجارب على فئران تعاني من تساقط الشعر الناتج عن التستوستيرون. قام الباحثون بحلق مناطق معينة من الفراء، وبدأوا بتطبيق هلام (جل) يحتوي على سكر الديوكسيريبوز بشكل يومي. خلال أسابيع، لاحظوا نموًا واضحًا لشعر أكثر كثافة وطولًا مقارنة بالفئران غير المعالجة.

ad

وكانت النتائج مشابهة لفعالية المينوكسيديل، وهو علاج موضعي مشهور يُستخدم لتساقط الشعر. وأكدت المهندسة الطبية شيلا ماكنيل من جامعة شيفيلد أن استخدام هذا السكر الطبيعي قد يكون بسيطًا لكنه فعّال، بفضل قدرته على تعزيز تدفق الدم إلى بصيلات الشعر.

نمو بنسبة 90%

اختبر الفريق أيضًا تأثير الجمع بين جل السكر والمينوكسيديل، إلا أن النتائج لم تظهر فروقات كبيرة بالمقارنة مع استخدام كل مادة على حدة. ومع ذلك، نجح كل من العلاجين في تحفيز نمو الشعر بنسبة تراوحت بين 80 إلى 90% لدى الفئران التي تعاني من الصلع الوراثي، وأنتج الجل حويصلات شعر جديدة في مناطق كانت خالية من الفراء.

ويعتقد الباحثون أن زيادة تدفق الدم إلى بصيلات الشعر يلعب دورًا محوريًا في تحفيز النمو، ما يفتح الباب أمام استخدام هذا الجل مستقبلاً في حالات تساقط الشعر، أو حتى لتعزيز نمو الرموش والحواجب، خاصة بعد العلاج الكيميائي.

تحفظات علمية ومراحل مبكرة

رغم الحماسة التي أثارها الاكتشاف، أكدت ماكنيل أن البحث لا يزال في مراحله الأولية، وأنه من المبكر استخلاص نتائج قطعية. تجارب أوسع على البشر لازمة لتقييم مدى فعالية وأمان الجل، خاصة أنه لا يحتوي على مواد سامة وقابل للتحلل الحيوي.

علاجات محدودة حتى الآن

في الوقت الراهن، لا تزال إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) تعتمد فقط دواءين لعلاج الصلع الوراثي:

المينوكسيديل: متوفر دون وصفة طبية ويُبطئ التساقط ويحفز النمو، لكنه لا يُجدي مع الجميع.

الفيناسترايد: دواء فموي يوصف للرجال، يُقلل من تحويل التستوستيرون إلى الشكل الأكثر تأثيرًا على تساقط الشعر، ويُبطئ التساقط لدى 80-90% من الذكور، لكن يرافقه آثار جانبية مثل ضعف الانتصاب، آلام الخصيتين، انخفاض الرغبة الجنسية، بل وحتى الاكتئاب.

مستقبل واعد لمرضى الصلع الوراثي

إذا أثبت جل الديوكسيريبوز فعاليته على البشر، فقد يمثل هذا الاكتشاف نقلة نوعية في مجال علاجات تساقط الشعر، لأنه يعتمد على مادة طبيعية وآمنة موجودة أصلًا في أجسامنا، وقد يُجنب المرضى الكثير من المخاطر المرتبطة بالعلاجات الدوائية التقليدية.

خلاصة: هل يكون الحل لتساقط الشعر موجودًا داخل أجسامنا منذ البداية؟ الاكتشاف الجديد يعطي الأمل لملايين الأشخاص حول العالم، ويُبقي الباب مفتوحًا أمام علاج آمن وطبيعي لواحدة من أكثر المشكلات الجمالية شيوعًا.